__________________
منهم بحساب ، وعلى نجران مثواة رسلي ومتعتهم بها عشرين فدونه ، ولا يحبس رسول فوق شهر ، وعليهم عارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا إذا كان كيد باليمن ذو معذرة ، وما هلك مما أعاروا رسلي من دروع أو خيل أو ركاب فهو ضمان على رسولي حتى يؤديه إليهم ، والنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبيعهم ، وأن لا يغيروا مما كانوا عليه ، ولا يغير حق من حقوقهم ولا ملتهم ، ولا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا وقهة من وقهيته ـ الوقه : الطاعة ، قاله الجوهري ـ وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير ، وليس عليهم دية ولا دم جاهلية ، ولا يحشرون ولا يعشرون ، ولا يطأ أرضهم جيش ، ومن سأل منهم حقا فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين ، ومن أكل ربا من ذي قبل فذمتي منه بريئة ، ولا يؤخذ منهم رجل بظلم آخر ، وعلى ما في هذه الصحيفة جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله حتى يأتي الله بأمره ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مبتلين بظلم. شهد أبو سفيان بن حرب ، وغيلان بن عمرو ، ومالك بن عوف ، والأقرع ابن حابس الحنظلي ، والمغيرة بن شعبة ، وكتب».
فلما قبضوا كتابهم وانصرفوا الى نجران تلقاهم الأسقف ووجوه نجران على مسيرة ليلة ، ومع الأسقف أخ له من أمه وهو ابن عمه من النسب يقال له بشر بن معاوية وكنيته أبو علقمة ، فدفع الوفد كتاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم الى الأسقف ، فبينا هو يقرؤه وأبو علقمة معه وهما يسيران إذ كبت ببشر ناقته ، فتعس بشر غير أنه لا يكنى عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له الأسقف عند ذلك : قد والله تعست نبيا مرسلا. فقال بشر : لا جرم والله لا أحل عنها عقدا حتى آتيه! فضرب وجه ناقته نحو المدينة ، وثنى الأسقف ناقته عليه فقال له : أفهم عني ، انما