بطلان الحديث دلالةً :
وتلخّص أنّ هذا الحديث لا ينطبق في معناه على الْأُصول المعتمدة عند أهل السُنّة ، وأنّ الوجوه التي ذكروها أكثرها متعسِّفة لا تحلّ المشاكل الموجودة فيه على أُصولهم . . . فلا مناص من الاعتراف ببطلان الحديث من ناحية الدلالة كذلك . . .
* * *
إنطباق الحديث على مباني الإِماميّة
لكنّه ينطبق من حيث الدلالة على مباني الإِماميّة في الْأُصولَيْن ، واستدلالاتهم من الكتاب والسُنّة المتواترين . . وبيان ذلك :
إنّ هذا الحديث وصيّة وعهد من رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم ـ قاله وكأنّه مودِّع ـ تعييناً لوظيفة الْأُمّة وتكليفها إذا كان « الاختلاف الكثير » فإنّهم إذا تبعوا « سُنّته وسُنّة الخلفاء الراشدين » أمنوا من الهلاك والضلال . . . فهو صريح في حصر الاتّباع في « الخلفاء » من بعده اتّباعاً مطلقاً ، فيجب كونهم معصومين . . .
والإِشارة إلى حديث الثقلين :
وحديث الثقلين . . . كذلك . . . (١٢٠)
__________________(١٢٠) حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة القطعية الصدور ، المتّفق عليها بين المسلمين ، أخرجه من أهل السُنّة مسلم في صحيحه ، وكذا أصحاب السنن والمسانيد والمعاجم كافّة . . . عن أكثر من صحابيّ وصحابيّة . . . عن رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم بألفاظ مختلفة في مواقف متعدّدة . . . راجع : الأجزاء ١ ـ ٣ من كتابنا : خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار .