المقام الثانى
في تعيين من تنطبق عليه الأحاديث
ومعرفة هؤلاء الاثني عشر بأشخاصهم
اعلم أنّ هذه الأحاديث لا تنطبق إلّا على مذهب الشيعة الإمامية ، فإنّ بعضها يدل على أن الإسلام لا ينقرض ولا ينقضي حتى يمضي في المسلمين اثنا عشر خليفة ، وبعضها يدل على أنّ عزّة الإسلام إنّما تكون إلى اثني عشر خليفة ، وبعضها يدل على بقاء الدين إلى أن تقوم الساعة ، وأن وجود الأئمة مستمر إلى آخر الدهر ، وبعضها يدل على أنّ الاثني عشر كلهم من قريش وفي بعضها «كلهم من بني هاشم» وفي بعضها «وكلهم لا يرى مثله».
وظاهر جميعها حصر الخلفاء في الاثني عشر وأنّهم متوالون متتابعون ، ومعلوم أنّ تلك الخصوصيات لم توجد إلّا في الأئمة الاثني عشر المعروفين عند الفريقين ، ولا توافق مذهبا من مذاهب فرق المسلمين إلّا مذهب الإمامية ، وينبغي أن يعدّ ذلك من معجزات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإخباره عن المغيبات.
ولا ريب أنّ هذه الأحاديث لا تحتمل غير هذا المعنى ولا يحتمل