معاوية ومروان؟.
ومن أين علم أنّه إشارة إلى ما بعد الصحابة؟ فلم لم يقل «يكون بعد الصحابة» وقال ـ على ما جاء في طائفة من أحاديث الباب ـ : «ويكون من بعدي».
ويدل على فساد هذا الاحتمال وبطلان كل وجه أدخل فيه معاوية ومن بعده ، أنّ بني اميّة ليسوا من الخلفاء بالاتفاق ، وأنّهم ملوك وشر ملوك.
وإذا وصل الأمر إلى اقتراح مثل هذا الاحتمال لصرف الكلام عن ظاهره حذرا عن إثبات مذهب أهل الحقّ ، فلا خصوصية لبعض دون بعض وحينئذ تكثر الاحتمالات ، فيحتمل أن يكون إشارة إلى من بعد عبد الملك وكان مراده من «بعدي» بعد عبد الملك ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى من بعد هشام ، ويحتمل أن يكون ستة منهم من بعد يزيد بن عبد الملك وستة منهم من بني العباس ، ويحتمل أن يكون المراد بعد بني اميّة ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى من بعد السفّاح أو المنصور أو غيرهما من بني العباس ، أو يكون بعضهم من الأموية الذين ملكوا الأندلس وبعضهم من الفاطميين الذين حكموا بمصر مثلا!! إذ لا مرجّح للاحتمال الذي ذكروه على واحد من هذه الاحتمالات.
ثمّ كيف يكون الحديث صادرا على غير سبيل المدح مع ما في بعض طرقه من العبارات الصريحة في المدح؟!
وكيف يصح تنزيل هؤلاء الجبابرة الفجرة منزلة نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى في هذه الروايات الكثيرة؟!
هذا مضافا إلى دلالة هذه الروايات على انحصار الخلفاء في الاثني عشر.