فقال عمر : لا والله ما ذلك ... (٤) ولكن أردتَ منعي ، فإن كانت كما تقول فابعثها إليَّ ، فرجع عليٌّ فدعاها فأعطاها حلّة وقال : انطلقي بهذه إلى أمير المؤمنين فقولي : يقول لك أبي كيف ترى هذه الحلّة؟ فأتته بها فقالت له ذلك. فأخذ عمر بذراعها ، فاجتذبتها منه فقالت : أرسل. فأرسلها وقال : حصان كريم. انطلقي فقولي له : ما أحسنها ... (٥) وأجملها. وليست ـ والله ـ كما قلت ، فزوّجها إيّاه.
حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن بكير ، عن خالد بن صالح ، عن واقد بن محمد بن عبد الله بن عمر ، عن بعض أهله ، قال : خطب عمر بن الخطّاب إلى عليّ بن أبي طالب ابنته أُمّ كلثوم ـ وأُمّها : فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فقال له عليٌّ : إنّ عليَّ فيها أُمراء حتى أستأذنهم. فأتى وُلد فاطمة فذكر ذلك لهم فقالوا : زوّجه. فدعا أُمّ كلثوم وهي يومئذ صبيّة فقال : انطلقي إلى أمير المؤمنين فقولي له : إنّ أبي يقرؤك السلام ويقول لك : إنّا قد قضينا حاجتك التي طلبت.
فأخذها عمر فضمّها إليه وقال : إنّي خطبتها من أبيها فزوجنيها. فقيل : يا أمير المؤمنين ما كنت تريد ، إنّها صبيّة صغيرة؟! فقال : إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : كلّ سبب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي. فأردت أن يكون بيني وبين رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سبب وصهر.
وذكر عبد الرحمن بن خالد بن نجيح ، نا حبيب ـ كاتب مالك بن أنس ـ ، نا عبد العزيز الدراوردي ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ـ مولى عمر بن الخطّاب ـ قال : خطب عمر إلى عليّ بن أبي طالب أُمّ كلثوم ، فاستشار عليٌّ العباس وعقيلا والحسن ، فغضب عقيل وقال لعليٍّ : ما تزيد الأيّام والشهور إلاّ العمى في أمرك ، والله لئن فعلت ليكوننّ وليكوننّ.
__________________
(٤) في المطبوعة هنا : كلمة لا تقرأ. قلت : الجملة هي : لا والله ما ذلك بك.
(٥) في المطبوعة : كلمة لا يَقرأ. قلت : لا توجد كلمة في نقل المحبّ الطبري.