كلمة التحرير :
على أَعتاب الذكرى الألفيّة
لوفاة الشيخ المفيد
رضوان الله تعالى عليه
بسـم الله الرحمن الرحـيم
لعله من البديهي القول بأن الفكر العقائدي الإِمامي ـ والذي يمثل بحق لا تشوبه أدنى شائبة الصورة الصادقة للفكر الاسلامي المحمدي الاصيل ـ مدان بصدق ـ يرتجي الوفاء ـ لجملة خَيِّرة من رجالات هذهِ الطائفة وعظماء مفكريها ، من الذين أوقفوا حياتهم ، وأجهدوا أنفسهم في تعهد شجرة الاسلام المباركة ـ التي أودع بذرتها الاولى رسول الله محمّد صلّى الله عليه وآله في أرض الجزيرة القاحلة ـ بالرعاية والاهتمام ، والسقي والتشذيب ، طوال سني عمرهم الشريف ، وجعلوا من صدورهم المائجة بعلوم العترة المحمدية متاريس تكسرت عليها نصال اولئك الذين ما كانوا ليرعوون أمام كلمة الحق ، ونور الهداية.
وهكذا فان المستقرىء المتبصر للسجل الحضاري ـ الحافل بزخم الاحداث والتطورات ـ لهذهِ الطائفة الحق يستجلي بوضوح أسماء اولئك الرجالِ الأفذاذ وآثارهم الخالدة ، وبصماتهم الطاهرة في شتى العلوم المختلفة ، والتي أذعن لها ، وأقر بفضلها القاصي والداني ، والمؤالف