وقال ابن المغازلي : «قوله عليه السلام : كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة. الحديث» ثم رواه بأسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس عن عمر. وبإسناده عن عمرو بن دينار عن سالم عن ابن عمر. وبإسناده عن الثوري عن الإمام جعفر بن محمد ...» (١٠١).
ونظير هذا حديث : «فاطمة بضعة مني ...» الوارد عن غير واحد من الصحابة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في أكثر من موضع ، فإنَّ بعضهم لَمّا رأى ما في هذا الحديث الثابت المخرَّج في الصحاح من دلالات في أبعاد مختلفة ... عمد إلى وضع قصّة خطبة عليّ ابنة أبي جهل وربط الحديث بها ... (١٠٢).
ثم إنّ هذه خِطبة ... وتلك خطبة ...
لكنّ خطبة عمر كانت لابنة عليّ عليه السلام ... وخطبة عليّ كانت لابنة أبي جهل!!.
وخطبة عمر كانت مصاهرة لفاطمة الزهراء ... وخطبة عليّ كانت إيذاءً لفاطمة الزهراء!!.
وخطبة عمر كانت لما سمعه من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من قوله : كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي ... وخطبة عليّ كانت مخالفة للنبي ومقاطعةٌ له ... حتى طالبه بطلاق ابنته!!.
وعلى الجملة ... فقد عرفت حال أخبار القصّة سنداً ... فرواتها بين «مولى عمر» و «قاضي الزبير» و «قاتل عمّار» و «علماء الدولة الأُموية» ورجال أسانيدها بين «كذّاب» و «وضّاع» و «ضعيف» و «مدلّس» ...
__________________ ـ
(١٠١) مناقب أمير المؤمنين : ١١٠.
(١٠٢) لاحظ رسالتنا في هذا الموضوع.