فضلوا فلا يستطيعون سبيلا) (١٢١). انتهى.
وبالجملة : فمن أمعن نظر الإنصاف في ما تقدم علم أن ما اشتهر في بعض الكتب وشاع على الألسنة من عمل السحر وتأثيره في النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما لا أصل له ، وإن وردت بذلك بعض الروايات من طرق الفريقين فإنك قد عرفت ما فيها ، ولا أقل من حمل ما جاء من طريقنا على التقية لموافقتها لأحاديث العامة ومخالفتها للاعتقاد السديد ومذهب الأئمة المحققين من أهل العلم من العصابة الناجية المفلحة ، رحمهمالله تعالى ، ونفعنا بعلومهم ، وأفاض علينا من بركاتهم ، آمين.
ولو تنزلنا فإنه يجوز أن يكون عليه وآله والصلاة والسلام قصد بالسحر ، لكنه لم يعمل فيه كرامة من الله تعالى له وإظهارا لمعجزته ، وهذا ليس مما نحن فيه في شئ ، إذ النزاع في تأثيره في النفس الشريفة ودونه الشم الراسيات.
فلا التفات ـ بعد ما تبين الحق الذي هو أحق بالأتباع ـ إلى إزراء المازري (١٢٢) وغيره ممن صوب القول بتأثره صلىاللهعليهوآلهوسلم بالسحر ، بالطاعنين في تلك المقالة.
وهذا آخر ما قصدنا إيراده في هذه الرسالة ، والله سبحانه وتعالى أعلم ، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصفوة صحبه وسلم ، ومجد وكرم ، وشرف وعظم.
* * *
__________________
(١٢١) سورة الإسراء ١٧ : ٤٧ ـ ٤٨.
(١٢٢) كما حكاه عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري ١٠ / ٢٣٧ ، والقسطلاني في إرشاد الساري ٨ / ٤٠٣ ، والنووي في شرح صحيح مسلم ٩ / ١٦.