عليا عليهالسلام ألقى إلى أبي الأسود الدؤلي صحيفة قسم فيها الكلام كله
إلى اسم وفعل وحرف ، وأمره أن يتم عليه ، وينحو نحوه .
وقد سلك النحاة في
تعريف الفعل مسلكين :
الأول
: تعريفه بذكر صفاته
وعلاماته.
قال ابن السراج (ت
٣١٦ ه) : (الفعل ما كان خبرا ولا يجوز أن يخبر
عنه ، وما أمرت به. فالخبر نحو : يذهب عمرو ، فيذهب حديث عن عمرو ،
ولا يجوز أن تقول : جاء يذهب ، والأمر نحو قولك : إذهب) .
وقال أبو علي
الفارسي (ت ٣٧٧ ه) : (وأما الفعل فما كان مستندا إلى
شئ ، ولم يسند إليه شئ) .
وإنما عدل من
الأخبار إلى الإسناد ، لأن (من الأفعال ما لا يصح إطلاق
الأخبار عليه ، كفعل الأمر ، نحو : ليضرب ، إذ الخبر ... ما دخله الصدق
والكذب ، ويصح أن يطلق عليه الإسناد) ، فيكون هذا التعريف شاملا لفعل
الأمر بلا حاجة لإلحاقه بعبارة (وما أمرت به) ، ولكنه عرضة للإشكال عليه
بدخول أسماء الأفعال ، لأنها تسند ولا يسند إليها.
وعرفه ابن جني (ت
٣٩٢ ه) بأنه (ما حسن فيه (قد) أو كان أمرا) .
__________________