وقال الحريري (ت
٥١٦ ه) : الفعل (ما يدخل عليه (قد) و (السين) ، أو
تلحقه تاء الفاعل ، أو كان أمرا) .
ويلاحظ على هذين
التعريفين أنه كان يمكن الاستغناء عن عبارة (أو كان
أمرا) فيهما ، بذكر بعض من علامات فعل الأمر.
وعرفه عبد القاهر
الجرجاني (ت ٤٧١ ه) بقوله : (الفعل ما دخله قد
وسوف والسين ... وتاء الضمير وألفه وواوه .. وتاء التأنيث الساكنة ...
وحرف الجزم) ، وتابعه عليه المطرزي (ت ٦١٠ ه) .
ويؤخذ عليه عدم
شموله لفعل الأمر.
وسجل ابن فارس
عددا من تعريفات الفعل بالعلامة دون أن يعزوها
لقائليها ، وأورد إشكالات عليها ، فقال :
(وقال قوم : الفعل
ما امتنع من التثنية والجمع.
وللرد على أصحاب
هذه المقالة أن يقال : إن الحروف كلها ممتنعة من
التثنية والجمع ، وليست أفعالا.
وقال قوم : الفعل
ما حسن فيه أمس وغدا ، وهذا على مذهب البصريين
غير مستقيم ، لأنهم يقولون : أنا قائم غدا ، كما يقولون : أنا قائم أمس.
وقال قوم : الفعل
ما حسنت فيه التاء ، نحو : قمت وذهبت ، وهذا عندنا
غلط ، لأنا قد نسميه فعلا قبل دخول التاء عليه) .
أقول : اعتراضه
الأخير ليس واردا ، لأن صاحب القول المذكور ، لم
يشترط في (الفعل) دخول التاء عليه فعلا ، وإنما اشترط صلاحيته لدخولها
عليه ، وهذه الصلاحية متحققة قبل دخول التاء عليه ، هذا مع الإشارة إلى أنه
__________________