وقد تصدى بعض
النحاة لرد هذه الدعوى ، وأثبتوا بأدلة تجاوزت العشرة دلالة (كان) على الحدث ،
وأورد بعضا من هذه الأدلة الشيخ محمد الأمير في حاشيته على المغني .
وقال الزجاجي (ت
٣٣٧ ه) : (الفعل ما دل على حدث وزمان ماض أو مستقبل .. والحدث : المصدر ، فكل شئ
دل على ما ذكرناه معا فهو فعل ، فإن دل على حدث وحده فهو مصدر ، نحو : الضرب
والحمد والقتل ، وإن دل على زمان فقط ، فهو ظرف زمان) .
ويلاحظ فيه :
أولا
: تعبيره بكلمة (حدث)
بدلا من (معنى) ، التفاتا منه إلى أن المعنى
يشمل الحدث وغيره كالذوات.
ثانيا
: أنه لم يشر إلى
دلالة الفعل على الزمن الحاضر ، ومرد ذلك إلى
عدم أخذه في تقسيم الزمن ما هو المعهود لدى العرف العام ، بل عمد إلى الدقة
العقلية ، وانتهى إلى إنكار فعل الحال بقوله : (إنه في الحقيقة مستقبل ، لأنه
يكون أولا أولا ، فكل جزء خرج منه إلى الوجود صار في حيز المضي ، فلهذه
العلة جاء فعل الحال بلفظ المستقبل نحو قولك : ... يقوم غدا) .
ويلاحظ على كل من
تعريفي ابن السراج والزجاجي :
أولا
: أخذهما (ما) جنسا
في الحد ، وهي جنس بعيد.
ثانيا
: أنهما قد يوهمان
وضع الفعل للدلالة على شيئين مستقلين ، مع أنه
موضوع لمعنى واحد مركب هو الحدث المقترن بزمان معين.
ولتلافي هذين
النقصين عمد الرماني (ت ٣٨٤ ه) إلى تعريفه بأنه (كلمة
__________________