دفعه بأنه قد يكون
من رأي الزمخشري أن هذا مجرد قيد بياني يذكر في شرح
التعريف ، وليس قيدا احترازيا ليجب إثباته ، إذ ليس لدينا كلمة تدل على حدث
وزمان غير معين ، وما ادعي من دلالة المصدر على ذلك ستأتي مناقشته.
وتقدم ابن الخشاب (ت
٥٦٧ ه) بصياغة جديدة للتعريف قائلا : الفعل
(لفظة تدل على معنى في نفسها مقترن بزمان محصل ، فقولنا : (تدل على معنى
في نفسها احتراز من الحرف ، لأن الحرف يدل على معنى في غيره ... والفرق
بينه وبين الاسم أن الاسم لا يدل مع معناه على زمان ذلك المعنى ، إلا
المصادر ، فإنها تدل على أزمنة مبهمة ، فزادوا في حد الفعل لفظة (محصل) ،
ليقع الفرق بين الأفعال ومصادرها) .
وتمتاز هذه
الصياغة عما سبقها بإضافة قيد (في نفسه) لدلالة الفعل على معناه ، ولكن يلاحظ
عليها :
أولا
: أخذه (اللفظ)
جنسا للفعل دون (الكلمة) التي هي جنسه القريب.
ثانيا
: إن المصادر ـ كما
سيتضح قريبا) لا تدل بأصل وضعها على الزمان ، وإنما دلالتها عليه عقلية التزامية ،
فلا ضرورة للاحتراز بقيد (المحصل) للتفرقة بين الأفعال والمصادر.
وعرفه ابن
الأنباري (ت ٥٧٧ ه) بأنه (كل لفظة دلت على معنى تحتها مقترن بزمان محصل) .
ويلاحظ عليه :
أخذه اللفظ جنسا للفعل ، وعدم احترازه من الحرف بقيد (في نفسه) ، وعدم فائدة
إيراده لفظة (تحتها) ، وعدم ضرورة تقييد الزمان بكونه (محصلا).
__________________