والدليل على ذلك : أن الحسن والحسين عليهماالسلام كانا وقت نزول الآية طفلين لا يتصور فيهما الرجس ، فعلم أن المراد : عدم اتصافهم بالرجس.
ثم إن للقوم ـ هاهنا ـ إيرادات :
* الأول : إن سياق الآية يأبى عن حملها على آل العباء ، لأن ما قبل الآية وما بعدها خطاب مع الأزواج (٣٦).
والجواب عنه (٣٧) : بعد تسليم صدق أهل البيت على الأزواج ، إنه [لا يبعد] (٣٨) في أن يكون ذلك على طريق الالتفات (٣٩) إلى النبي وأهل بيته
__________________
حكم الآية ، فإنه لم يكن فيه رجس أصلا ، لا قبل البعثة ولا بعدها باتفاق الأمة الإسلامية ، مع أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم داخل في حكم الآية قطعا بالاتفاق ، فلا يمكن القول بخروج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن حكمها.
فثبت الأول ، وانتفى الثاني ، وخرجت الزوجات عن حكم الآية قطعا).
أنظر : أهل البيت في القرآن الكريم / السيد جعفر مرتضى العاملي : ٢٦ ، بحث منشور في مجلة (رسالة الثقلين) العدد ٢ ، سنة ١٤١٣ ه.
وخلاصة مراد المصنف أن الإذهاب هو بمعنى الدفع لا الرفع ، لأن الرفع معناه وجود الرجس فعلا ، والدفع معناه صرف كل ما يسبب الرجس عن أهل البيت عليهمالسلام ، وهو اللائق برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعصمته مطلقا.
(٣٦) صرح بهذا الايراد الرازي في المحصول ٢ / ٨١ ، وابن أمير الحاج في التقرير والتحبير على التحرير للكمال بن همام ٣ / ٩٨ ، وابن الحاجب المالكي في منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل ١ / ٥٧.
(٣٧) من هنا اقتبس المصنف ـ قدسسره ـ مرة أخرى وذكر ما اقتبسه في كتابه : إحقاق الحق ٢ / ٥٦٩.
(٣٨) في الأصل : (لا بعد) وما بين العضادتين من إحقاق الحق ٢ / ٥٦٩ ، والأول صحيح ولكن الثاني أنسب.
(٣٩) الالتفات من محاسن البديع في الكلام ، ويراد به : خروج المتكلم من غرضه إلى غرض آخر ثم العودة إلى غرضه الأول ، وهذا الأسلوب شائع في لغة العرب شعرا ونثرا ، والقرآن الكريم نزل بلغتهم.