* الثاني (٧٢) : إن أهل البيت في اللغة مختص بالأزواج ، ففي العدول إلى غيرهن مخالفة لوضع اللغة (٧٣).
والجواب عنه : أنا لا نسلم أن أهل البيت في اللغة مختص بالأزواج (٧٤) ، ولو كان كذلك لما سألت أم سلمة ـ رضياللهعنها ـ النبي
__________________
وقال عليهالسلام : (انظروا أهل البيت نبيكم فالزموا سمتهم ، واتبعوا أثرهم).
وقال عليهالسلام : (وعند أهل البيت أبواب الحكم وضياء الأمر).
وقال عليهالسلام : (من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه ، وحق رسوله وأهل بيته ، مات شهيدا).
وقال عليهالسلام : (فوالله ما كان يلقى في روعي ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أهل بيته).
وقال عليهالسلام : (من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا).
اقتبسنا هذه الأقوال من نهج البلاغة : الخطب ٢٦ و ٩٧ و ١٢٠ و ١٩٠ والكتاب رقم ٦٢ وقصار الحكم رقم ١١٢ ، ناهيك عن كثرة أقوال الأئمة من ولده عليهمالسلام في هذا الخصوص ، نقتصر منها على بعض ما ذكروه أهل السنة :
فقد روى ابن كثير في تفسيره ٣ / ٤٩٤ وأكثر المفسرين من أهل السنة لآية التطهير قول الإمام السبط الحسن عليهالسلام بعد أن طعن في وركه وهو ساجد في صلاته ، قالوا : إنه عليه السلام قعد على منبر الكوفة ثم قال عليهالسلام : (يا أهل العراق اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذي قال الله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قالوا : فما زال يقولها حتى ما بقي أحد من أهل المسجد إلا وهو يحن بكاء.
كما روى ابن كثير في تفسيره ٣ / ٤٩٥ عن أبي الديلم أن الإمام زين العابدين وسيد الساجدين عليهالسلام قد قال ما يدل على تخصيص الآية بهم صلوات الله عليهم ، وذلك في كلامه عليهالسلام مع الرجل الشامي.
وهذا غيض من فيض ، ولا يسع المقام بأكثر منه.
(٧٢) أي : الايراد الثاني من إيرادات أهل السنة على ما يقوله علماء الشيعة من اختصاص (أهل البيت) ببيت النبوة لا بيت الزوجية.
(٧٣) هذا الايراد صرح به الرازي في كتاب المحصول ٢ / ٨٢ بحث الإجماع ، قال : (لفظ (أهل البيت) حقيقة فيهن لغة ، فكان تخصيصه ببعض الناس خلاف الأصل)!
(٧٤) ويؤيد عدم اختصاص لفظ (أهل البيت) بالأزواج لغة ، ما قاله أهل اللغة أنفسهم.