بالصواب.
وأيضا : فقوله تعالى : (يريد الله ليبين لكم) (١٠٣) ، وقوله تعالى : (يريد الله بكم اليسر) (١٠٤) لفظ عام في الآيتين ، فلو لم يكن بين إرادة المذكور في آية التطهير وبين إرادة [المذكور] (١٠٥) في هاتين الآيتين وأمثالهما فرق لما كان لتخصيصها لأهل البيت عليهمالسلام معنى ، لأنه تعالى أراد بها المدح لهم ، ولا يحصل المدح إلا بوقوع الفعل كما مر (١٠٦).
* الخامس (١٠٧) : إنا لا نسلم دلالة الآية على زوال كل رجس ، لجواز أن يكون (اللام) في (الرجس) للعهد الذهني أو الجنس دون الاستغراق ، فلا يثبت العصمة (١٠٨).
والجواب : إن اللام يحمل على الاستغراق إذا لم يكن ثم عهد خارجي.
وأيضا : مقام المدح والامتنان على أهل البيت الذين من جملتهم سيد الأنبياء عليهمالسلام بتخصيص الطهارة بهم أدل دليل وأعدل شاهد على
__________________
إرادة إذهابه فيما لو قيل ـ بغير القرآن الكريم ـ : (إنما يريد الله إذهاب الرجس عنكم) ، لأن الأول ـ وهو الذهاب ـ يدل على التحقق في كل حال ، دون الثاني ـ أي : الإذهاب ـ الذي يصدق تحققه بعد تقضي الفعل ، وعلى هذا فالفرق بين (الذهاب) وبين (الإذهاب) كالفرق بين (يفعل) و (الفعل).
وهذا هو ما بينه العلامة الحلي ـ قدسسره الشريف ـ في نهاية الوصول إلى علم الأصول : ١٨٤ ـ في الوجه الخامس من الوجوه المستفادة من آية التطهير ، والدالة على حجية إجماع أهل البيت عليهم الصلاة والسلام. وقد مرت سائر الوجوه الأخرى في الهامش رقم ٣٣ من هذه الرسالة.
(١٠٣) سورة النساء ٤ : ٢٦.
(١٠٤) سورة البقرة ٢ : ٨٥.
(١٠٥) في الأصل : (المذكورة) والصحيح ما أثبتناه ، والمذكوران هما : التبيين واليسر.
(١٠٦) مر ذلك في ص ٤٢٥ من هذه الرسالة.
(١٠٧) هذا هو الايراد الخامس لأهل السنة على ما تقوله الشيعة في آية التطهير.
(١٠٨) ذكر هذا الايراد الأسنوي في نهاية السول ٢ / ٣٩٩ ـ بحث الإجماع.