|
كتب العلامة ـ رحمهالله ـ وصية لولده فخر المحققين في آخر كتابه (قواعد الأحكام) فقال : |
وصية
إعلم يا بني ـ أعانك الله تعالى على طاعته ، ووفقك الله لفعل الخير وملازمته ، وأرشدك إلى ما يحبه ويرضاه ، وبلغك ما تأمله من الخير وتتمناه ، وأسعدك الله في الدارين ، وحباك (١) بكل ما تقر به العين ، ومد لك في العمر السعيد ، والعيش الرغيد ، وختم أعمالك بالصالحات ، ورزقك أسباب السعادات ، وأفاض عليك من عظائم البركات ، ووقاك الله كل محذور ، ودفع عنك الشرور ـ أني قد لخصت لك في هذا الكتاب (٢) لب فتاوى الأحكام وبينت لك فيه قواعد الإسلام ، بألفاظ مختصرة ، وعبارة محررة ، وأوضحت لك فيه نهج الرشاد ، وطريق السداد ، وذلك بعد أن بلغت من العمر الخمسين ، ودخلت في عشر الستين ، وقد حكم سيد البرايا ، بأنها : مبدأ اعتراك المنايا (٣) ، فإن حكم الله تعالى علي فيها بأمره ، وقضى فيها بقدره. وأنفذ ما حكم به على العباد ، الحاضر منه والباد.
فإني أوصيك ـ كما افترضه الله تعالى علي من الوصية ، وأمرني به.
__________________
(١) حباه يحبوه : أي أعطاه. والحباء : العطاء. الصحاح ٦ / ٢٣٠٨ باب (حبى).
(٢) أي كتاب : قواعد الأحكام.
(٣) المجازات النبوية : ٣٣٦ ح ٢٦٠. وفيه : قوله عليه الصلاة والسلام (معترك المنايا بين الستين والسبعين) ، و : (أعمار أمتي بين الستين والسبعين).