* ولأن حديث «الأزدي عن البراء» استند في رده إلى أمرين :
أحدهما : رآه ابن عدي وكذبه.
والثاني : كذبه الأزدي.
قلت :
أما الأول ففيه : أن «ابن عدي» على هذا من أقران «إسحاق» المذكور ، وقد نص الذهبي على أن كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به ، وهذه عبارته :
«قلت : كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به ، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد ، ما ينجو منه إلا من عصم الله ، وما علمت أن عصرا من الأعصار سلم أهله من ذلك ، سوى الأنبياء والصديقين ...» (٦١).
وعليه فليتوقف عن قبول رمي ابن عدي إسحاق بما سمعت!
وأما الثاني ، فقد نص الذهبي أيضا بسقوط جرح الأزدي ، قال : «لا يلتفت إلى قول الأزدي ، فإن في لسانه في الجرح رهقا» (٦٢).
إذن ، لم يثبت جرح إسحاق.
على أنه قد تابعه في الحديث غيره : أخرج ابن عساكر قال :
«أخبرنا أبو غالب ابن البناء ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسين ابن المظفر ، أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان ، حدثني محمد بن أبي يعقوب الدينوري ، أنبأنا أبو ميمون جعفر بن نصر ، أنبأنا يزيد بن هارون الواسطي ...» (٦٣).
__________________
(٦١) ميزان الاعتدال ١ / ١١١.
(٦٢) ميزان الاعتدال ١ / ٦١.
(٦٣) ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ٢ / ١٠١.