__________________
ووضعت الحرب أوزارها والصلاة خلفهم ، وقوله لمن سأل عن ذلك «ليس في الصلاة والعدالة اختلفنا وإنما اختلفنا في إقامة حد من الحدود فصلوا خلفهم واقبلوا شهادة العدول منهم» .. إلى غير ذلك مما سنه من حرب المسلمين ، حتى قال جلة أهل العلم : لولا حرب علي لمن خالفه لما عرفت السنة في قتال أهل القبلة ، هذا مع ما علم من شجاعته وغنائه واحاطته علما بتدبير الجيوش وإقامة الحدود والحروب وقوله ظاهرا من غير رد من أحد حفظ عليه ان قريشا تقول : إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا رأي له في الحرب ، لله أبوهم ومن ذا يكون أبصر بها مني وأشد لها مراسا ، والله لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين وها أنا اليوم قد ذرفت على الستين ، ولكن لا إمرة لمن لا يطاع ..
وقال الفاضل المعاصر الدكتور شعبان محمد إسماعيل الأزهري في «التشريع الإسلامي» ص ٢٥٠ ط مكتبة النهضة المصرية :
الإمامية ، وهم القائلون بامامة علي رضياللهعنه بعد النبي عليهالسلام ، نصا ظاهرا وتعيينا صادقا ، من غير تعريض بالوصف بل إشارة إليه بالعين ، قالوا : وما كان في الدين والإسلام أمر أهم من تعيين الامام ، حتى تكون فارقته الدنيا على فراغ قلب من أمر الأمة ، فانه انما بعث لرفع الخلاف وتقرير الوفاق ، فلا يجوز ان يفارق الأمة ويتركهم هملا يرى كل واحد منهم رأيا ، ويسلك كل واحد منهم طريقا لا يوافقه في ذلك غيره ، بل يجب أن يعين شخصا هو المرجوع إليه ، وينص على واحد هو الموثوق به والمعول عليه ، وقد عين عليا رضياللهعنه في مواضع تعريضا ، وفي مواضع تصريحا.
أما تعريضاته : فمثل أن بعث أبا بكر ليقرأ سورة براءة على الناس في المشهد وبعث بعده عليا ليكون هو القارئ عليهم ، والمبلغ عنه إليهم ، وقال : نزل عليّ جبرئيل عليهالسلام فقال : يبلغه رجل منك ، أو قال من قومك ، وهو يدل على تقديمه عليا عنه.
ومثل ان كان يؤمر على أبي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة في البعوث وقد أمر عليهما عمرو بن العاص في بعث ، وأسامة بن زيد في بعث ، وما أمر على علي أحد قط.