أساس نظام الحكم في الإسلام بين الواقع والتشريع رؤية في التراث الفكري (٢) |
|
صائب عبد الحميد
معالم المسار كما صاغها التشريع
لم يكن الرجوع إلى النص الشرعي في تحديد معالم المسار الإسلامي بعد الرسول من مختصات الشيعة وحدهم ، لقد شركهم فيه غيرهم ..
لقد أحس الكثير من المتكلمين وأصحاب الحديث بالحاجة إلى النص في تعيين أول الخلفاء على الأقل ، لتتخذ الأدوار اللاحقة له شرعيتها من شرعيته.
فجزم ابن حزم بالنص على أبي بكر صراحة ، فتابعه البعض ، فيما اقتنع آخرون بأن في هذه النصوص إشارة كافية على وجوب تقديم أبي بكر ، لكن دون التصريح بذلك ، وربما رأوا في هذا مذهبا وسطا بين الشورى والنص الصريح ، كما رأوا فيه تثبيتا لمبدأ الشورى ، لا نقضا ، حين وفقوا بين نتائج الشورى وبين إشارة النص.
وليس غريبا أن تتعدد أوجه الاستدلال بتعدد المتكلمين وتعدد أساليبهم ، وتعدد النصوص التي يعتمدونها ، وكثيرا ما يتعلق المتكلمون بما يشفع لمذاهبهم وإن كانوا يلمحون فيه علامات الوضع!