ثم قال : (هذه أحاديث سمعتها وكتبتها عن رسول الله ٦٥ وعرضتها عليه) (١).
* وكتب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أكثر من كتاب في الصدقات ، والديات ، والفرائض ، والسنن ، لعماله (٢).
* وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم في مرضه الأخير : (هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده) (٣).
وغير هذا كثير ، وقد تناولت الكتابة في عهده صلىاللهعليهوآلهوسلم قسما كبيرا من الحديث يبلغ في مجموعه ما يضاهي مصنفا كبيرا من المصنفات الحديثة (٤).
أما موقف الصحابة من الكتابة فقد عرفناه ، وقد ذكر ابن عبد البر وغيره عددا كبيرا من كتب الصحابة ، ومنهم عبد الله بن مسعود الذي عدوه في المانعين من الكتابة ، فقد أخرج ابنه عبد الرحمن كتابا وحلف أنه خط أبيه بيده (٥).
وأما حديث أبي سعيد الخدري الذي يرفعه إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن ، فمن كتب غير القرآن فليمحه) والذي عدوه أصح ما ورد في النهي عن كتابة الحديث (٦) ، وهو أصح حديث عند
__________________
(١) تقييد العلم : ٩٥ ـ ٩٦.
(٢) نور الدين عتر / منهج النقد : ٤٧ ـ ٤٨.
(٣) متفق عليه.
(٤) نور الدين عتر / منهج النقد : ٤٥ ، وانظر : د. محمد عجاج الخطيب / أصول الحديث : ١٨٧ ـ ١٩٠.
(٥) جامع بيان العلم : ٨٧ ، أصول الحديث : ١٦٠ ـ ١٦٥ ، و ١٩١ ـ ٢٠٥.
(٦) محمود أبو رية / أضواء على السنة المحمدية : ٤٨.