«وخصوصاً ظرف الزمان ؛ وذلك لاَنّها تقدّر بـ (في) كما يقدّر الظرف ، فإذا قلت : جاء زيد راكباً ، كان تقديره : في حال ركوب ، كما أنّك إذا قلت : جاء زيد اليوم ، كان تقديره : جاء زيد في اليوم» (١).
* * *
وأقدم من عرّف الحال اصطلاحاً هو ابن السرّاج (ت ٣١٦ هـ) قال : «الحال إنّما هي هيئة الفاعل أو المفعول أو صفته في وقت ذلك الفعل المخبر به عنه» (٢).
وعرّفها ابن الاَنباري (ت ٥٧٧ هـ) بما يماثل تعريف ابن السرّاج ، قال : الحال «هيئة الفاعل والمفعول» (٣) ، وهو وإنْ لم يقيّدها بزمن وقوع الفعل ، إلاّ أنّ مراده ذلك ، بدليل قوله في شرح التعريف : «ألا ترى أنّك إذا قلت : جاءني زيد راكباً ، كان الركوب هيئة زيد عند وقوعِ المجيء منه ، وإذا قلت : ضربته مشدوداً ، كان الشدّ هيئته عند وقوعِ الضرب له»(٤).
ولا يخفى ما في هذا التعريف من مسامحة في التعبير ؛ فإنّ الحال ليست هي الهيئة ، وإنّما هي اللفظ الدالّ عليها.
وقد خلا تعريف ابن جنّي (ت ٣٩٢ هـ) من هذه المسامحة ؛ إذ قال :
__________________
(١) شرح المفصّل ، ابن يعيش ٢ / ٥٥.
(٢) الاَُصول في النحو ، ابن السرّاج ، تحقيق عبـد الحسـين الفتلي ١ / ٢٥٨.
(٣) أسرار العربية ، ابن الاَنباري ، تحقيق محمّـد بهجة البيطار : ١٩٠.
(٤) أسرار العربية ، ابن الاَنباري ، تحقيق محمّـد بهجة البيطار : ١٩٠.