مقدّمـة التحقيق :
بسـم الله الرحمن الرحيم
الحمـد لله منتهى درجات الحمد وأقصى غاياته ، حمداً يتصاغر دون أدناه أقصى حمد ، ويكِلُّ عن اقتفاء آثاره أيّ حمد ، والصلاة والتسليم على النبيّ الاَميـن ، الرحمـة الكبرى المهـداة إلى العالميـن ، محمّـد بن عبـدالله عليهم السلام ، وعلى أهل بيته الاَُمناء المعصومين ، الهداة المهديّين ، سفن نجاة العالمين ، ورحمة الله وبركاته.
وبعـد :
فإنّ العمق الفكري الكبير الذي شكّلته المخاضات العقلية الواعية التي تضمّنتها المؤلَّفات المتعدّدة ، والاَسفار الضخمة لعلماء الشيعة ومفكّريها ، وعلى امتداد السنين المتلاحقة والدهور المتعاقبة ـ وبالتحديد بعد وقوع الغَيبة الكبرى للاِمام المهديّ عليه السلام ـ والذي يمكن تشخيصه من خلال التأمّل في التصاعد المتلاحق للخطّ البياني ـ الكمّي والنوعي ـ الموضِّح للتشخيص الواعي لحقيقة وخلاصة البنيان العقائدي للمكتبة الاِسلامية الكبرى ، وفي شتّى العلوم والمعارف المختلفة ، قد أمسى من الحقائق الكبرى ، والبديهيات الثابتة ذات الاَثر المنهجي المرتكز على الاَسس السليمة