البحث
البحث في القواعد التطبيقية في اللغة العربيّة
مقدّمة
تختلف اللغة العربية عن سائر اللغات بعلامات إعرابها ، الأصلية منها والفرعية. وهذه العلامات تؤدّي دورا مهما في تقييم النص الأدبي. فهي المدخل إلى القراءة الصحيحة ، والعبارة السليمة ، والمعنى المراد. وتحديد علامات الإعراب مرهون بمدى مقدرة التلميذ على تحليل العبارة. فإعراب كلمة ما ، في عبارة ما ، يرتبط بفهم الوظيفة المعنوية لتلك الكلمة. وهذا يقتضي تحليل العبارة إلى أجزائها ، وفهم وظيفة كل جزء ، ليمكن إعرابه إعرابا صحيحا.
انطلاقا من هذا المفهوم للإعراب ، يمكننا القول إن الإعراب يضع أسسا دقيقة مضبوطة للكلام والكتابة والاستماع ، ويربيّ في التلاميذ القدرة على التحليل والاستنباط ، وينمّي فيهم دقة الملاحظة التي تقودهم إلى الموازنة بين التراكيب المختلفة والمتشابهة.
وإذا ما تصفّحنا كتب القواعد التي بين أيدي التلاميذ ، وجدناها تقتصر في الغالب على المنهج النظري ، وتفتقر إلى التطبيق العملي ، مما يؤدي إلى عدم تحقيق الغاية المنشودة منها على الوجه المتوخّى. فالتلاميذ يستظهرون القواعد دون تفهم. والاستظهار سرعان ما يذهب به النسيان. وفي مثل هذه الحال ، يبدو الإعراب بالنسبة إلى التلاميذ جافا وصعبا ، ويصبح الإلمام به أمرا عسيرا. يضاف إلى ذلك ، أن إلمام التلميذ بالقواعد ، قد يتوقف في الغالب على دراسة مرحلة التعليم المتوسطة.