بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى » على العكس من القلوب الموحلة المنغلقة ، والمظلمة التي تباعدت عن ذلك المحل الأعلى.
طريق من القلب لله
في قلب كل أحد طريق لله ، وباب توصله إليه ، حتّى أكثر البشر شقاء وانحطاطاً وعصياناً ، فإنه في ساعات المحن والشدائد حين تضيق بوجهه الدنيا ، وتغلق جميع الابواب ، وتسد كل الدروب ، يهتز كل وجوده ثُمّ يلتجئ إلى الله ، وهذه الحالة من الميول الفطرية الطبيعية المودعة في كيان الانسان ، ولكن تسترها احياناً حجب المعاصي وركام الذنوب ، ولكن في المحن والازمات تتكشف هذه الحجب والستائر ، قليلاً ، ويتحرك ذلك الميل الفطري ويتدفق.
سئل الصادق ( عليه السلام ) عن الله تعالى ، فقال للسائل : « يا عبد الله هل ركبت سفينة قط ؟ قال : بلى ، قال : فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك ؟ قال : بلى ، قال : فهل تعلق قلبك هناك ان شيئاً من الاشياء قادر ان يخلصك من ورطتك؟ قال : بلى ، قال ( عليه السلام ) : فذلك الشيء هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجٍ وعلى الاغاثة حيث لا مغيث ».
أجل لقد عرّفه الامام
( عليه السلام ) على الله تعالى بواسطة قلبه ( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) هذا الميل والدافع الكامن في فطرة
الانسان والذي يدفعه ، حين تغلق بوجهه أبواب الدنيا إلى تلك القدرة الغالية القاهرة ، التي