كلمتنا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُلله الَذي علَّمَ بالقَلَمِ ، عَلَّمَ الإنسانَ ما لَم يَعلم ، والصَّلاة عَلى رَسوله الأمين وآلِهِ الهُداةِ ، النُجباءِ الأكرمين.
أمّا بعد ؛ فقد التمس منّي تلويحاً تلميذي الأغرّ بهراد الجعفريّ ـ كثّر الله أمثاله ـ أن أختار له أثراً من الآثار الدِّينيّة ، ومتناً من المتون الأوليّة الّتي عليها المدار عند العلماء الأخيار في كلِّ الأعصار ، ليتصدّى هو بنفسه تخريجه وتعليقه ومقابلته وتصحيحه وبيان غريبه ومعضّله وتعيين رواته ، وإني بعد ما رأيته رجلاً ذكياً فطناً ، حديد الذّهن ، عفيف النّفس ، صحيح الإدراك ، ثاقب الرّأي ، عارفاً بالكتب الدّينية لاسيّما الأخبار المذهبيّة ، عارياً من التّعصّب والرّياء ، سالكاً طريق الحقّ والهدى ، استجبت مسؤوله ، وانتخبت له مأموله ، واخترت له هذا الأثر لئلا يصير بعدُ مما دثر ، وإنه كتابٌ عزيز نفسيس ، ولا يكون لطالب الحقّ عنه محيص ، وعد عند الأكابر من الأصول المعتبرة الّتي عليها المدار في زيارة الأئمّة الأطهار سلام الله عليهم مَهما غربت الشّمس وطلع النّهار ، ومحتواه التّحريص والتّحضيض بزيارة قبور المعصومين لاسيّما السّبط الشهيد المفدّى الحسين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
ويجب أن يُعلَم أن صدور روايات هذا الكتاب كان في أزمنة وأيامٍ انجذَمَ فيها حَبل الدِّين وتَزعزَعت سواري اليقين ، واحتجبت شمس الهدى في السَّحاب ، وصارت أعلام الحق والهدى في النقاب وجُلُّ النّاس انحرفوا عن