وأم كلْبَةٍ الحمَّى. ففيه قول النبى صلى الله عليه وسلم لزيدِ الخيل : «أَبْرَحَ فَتًى إِنْ نجا مِنْ أُمِ كَلْبة». وكذلك أُمُ مِلْدَم (١). وأُمُ النُّجوم السَّماءَ. قال تأبَّط شرًّا :
يرى الوَحْشَةَ الأُنْسَ الأَنيسَ ويهتدِى |
|
بجيث اهتدت أُمُ النُّجومِ الشَّوابِكِ |
أخبرنا أبو بكرٍ بن السُّنِّى (٢) ، أخبرنا الحسين بن مسبّح ، عن أَبى حنيفة قال : أُمُ النجوم المجرّة ، لأَنَّه ليس مِنْ السماء بقعَةٌ أَكثرَ عدَدَ كواكبَ منها. قال تأبَّط شرًّا. وقَدْ ذكَرنا البَيت. وقال ذو الرُّمَّة :
بُشعثٍ يَشُجُّون الفَلَا فِى رؤوسِه |
|
إِذا حَوَّلَت أُمُ النُّجومِ الشَّوابِكِ |
حوَّلت يريدُ أَنَّها تنحرِف. وأُمُ كفاتٍ : الأَرض. وأُمُ القُراد ، فى مؤخّر الرُّسغ فوق الخُفِّ ، وهى التى تجتمع فيها القِرْدان كالسّكُرُّجة. قال أبو النَّجم :
* للأَرض مِنْ أُمِ القُرادِ الأَطحلِ (٣) *
__________________
(١) فى الأصل : «أم مدرم» تحريف. وفى اللسان : «أم ملدم كنية الحمى. والعرب تقول : قالت الحمى : أنا أم ملدم ، آكل اللحم وأمص الدم». وفى ثمار القلوب ٢٠٦ :«قال أصحاب الاشتقاق : هى مأخوذة من الدم ، وهو ضرب الوجه حتى يحمر». ويقال أيضاً «أم ملذم» بالذال المعجمة. انظر المزهر (١ : ٥١٥ ـ ٥١٦) والمخصص (١٣ : ١٨٨).
(٢) هو أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط السنى الحافظ الدينورى يروى عن ابن أبى عروبة والنسائى ، وروى عنه أبو بكر بن شاذان. انظر أنساب السمعانى ٣١٥. وحفيده روح بن محمد بن أحمد يروى عن ابن فارس ، كما فى الأنساب.
(٣) انظر الحيوان (٥ : ٤٤٤) حيث أنشد البيت ؛ وفسر أم القراد بأنه يقال للواحدة الكبيرة من القردان.