رَمَتْهُ أَنَاةٌ مِنْ رَبيعةِ عَامِرٍ |
|
نَؤُومُ الضُّحَى فى مأْتَم أَىِ مَأْتَمِ (١) |
يريد فى سَاءٍ أَىِّ سَاءٍ. وقال رؤبةُ :
إِذا تَدَاعَى فى الصِّمادِ مأتمُهْ |
|
أَحَنَّ غِيراناً تنادى زُجَّمُه (٢) |
شبّه البُومَ بنساءٍ يَنُحْنَ. وقوله : أَحَنَّ غِيراناً ، يريدُ أن البُوم إذا صوّتَتْ أحنَّت الغِيرانَ بمجاوَبَة الصدى ، وهو الصَّوت الذى تسمعه من الجبل أو الغَارِ بَعْدَ صوتِك.
أتن الهمزة والتاء والنون أصل واحد ، وهو الأنثى من الْحُمُر ، أو شئٌ استعير له هذا الاسم. قال الخليل : الأتَان معروفة ، والجمع الاتُن. قال ابن السكّيت : هذه أتانٌ وثلاثُ آتُنٍ ، والجمع أُتُن وأُتْن بالتخفيف ولا يجوز أتانةُ ، لأنّه اسم خصّ به المؤنّث. قال أبو عبيد: استأتن فلانٌ أتاناً أى اتّخذها. واستأتن الحمارُ : صار أتاناً بعد أن كان حماراً. والمأتُوناء:الأتُن. وأَتَانُ الضَّحْلِ : صخرةٌ كبيرةٌ تكون فى الماءِ القليلِ يَركبُها الطُّحْلُبْ. قال أوس :
بِجَسْرَةٍ كَأَتَانِ الضَّحْلِ صَلَّبَها |
|
أكْلُ السَّوَادِىِّ رَضُّوهُ بمِرْضاحِ (٣) |
__________________
(١) انظر أدب الكاتب ٢٢. والبيت لأبى حية النميرى كما فى الاقتضاب ٢٩٣ واللسان (أتم).
(٢) الصماد : جمع صمد ، وهو ما غلظ من الأرض. والغيران : جمع غار. وزجم : جمع زاجم ، وهو الذى يصوت صوتا لا تفهمه. وفى الأصل : «تنازجمه» ، صوابه من الديوان ص ١٥١.
(٣) البيت مع نظائره فى اللسان (١٦ : ١٤٤).