أجص الهمزة والجيم والصاد ليست أصلا ، لأنّه لم يجئْ عليها إلّا الإِجّاص. ويقال إِنّه ليس عربيًّا ، وذلك أن الجيم تقلّ مع الصاد.
أجل اعلم أنَّ الهمزة والجيم واللام يدلُّ على خمس كلماتٍ متباينة ، لا يكادُ يمكنُ حمْلُ واحدةٍ على واحدة من جهة القياس ، فكلُّ واحدةٍ أصلٌ فى نفسها. وَرَبُّكَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ. فالأَجَل غاية الوقت فى مَحَلِّ الدَّين وغيره. وقد صرّفه الخليلُ فقال أَجِل هذا الشّئِ وهو يَأْجَلُ ، والاسم الآجِل نقيض العاجل. والأجيل المُرْجأ ، أى المؤخَّر إلى وقتٍ. قال :
* وغايةُ الأَجِيْلِ مَهْوَاةُ الرِّدَى (١) *
وقولهم «أجَلْ» فى الجواب ، هو من هذا الباب ، كأنّه يريد انتَهى وبلغ الغاية. والإجْلُ : القطيع من بقر الوحش ، والجمع آجال. وقد تأجّل الصُّوار : صار قَطِيعاً. والأجْلُ مصدر أَجَلَ عليهم شَرًّا ، أى جناه وبَحَثَه (٢) قال خوّات بن جُبَير (٣) :
وأهلِ خِبَاءٍ صَالحٍ ذاتُ بَيْنهِم |
|
قد احتَرَبُوا فى عَاجلٍ أنا آجلُه |
اى جانيه. والإجْل : وَجَعَ فى العنق. وحكى عن أبى الجرّاح : «بى إجْلٌ فأجِّلُونى»، أى داوونى منه. والمَأْجَلُ : شبه حوضِ واسع يؤجَّل فيه ماءُ البئر
__________________
(١) فى الأصل : «يهواه الردى» ، صوابه من اللسان (١٣ : ١٠).
(٢) فى اللسان : «جناه وهيجه».
(٣) وفى اللسان أنه يروى أيضاً للخنوت ، ولزهير من قصيدته التى مطلعها :
؟ القلب من ليلى وأقصر باطله |
|
وعرى أفراس الصبا ورواحله |