المعنى لاشتمالها على حكمة أو مثل أو نادرة أو وصف بليغ أو نحو ذلك. وإن كان البيت من مقطوعة وهي ما لم يزد على عشرة أبيات ذكرتها بكمالها ، وقد أذكر قصيدة بكمالها لقلة أبياتها وكونها كلها مما يستحسن كقصيدة السموأل التي أوّلها :
إذا المرء لم يدنس من اللّؤم عرضه (١)
أو لكون المصنف استشهد بكثير من أبياتها ، كقصيدة الأعشى التي أولها :
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا (٢)
ثم أتبع ما أورده من الأبيات بشرح ما اشتملت عليه من الغريب والمشكل ، وبيان ما تضمنته من الاستشهادات العربية والنكت الشعرية ، وما يتعلق بها من فائدة ونادرة ومواردة ، وأتبع ذلك بالتعريف بقائلها وذكر نسبه وقبيلته وعصره ، وهل هو جاهلي أو مخضرم أو إسلامي ، مراعيا في كل ذلك الطريق الوسط ، لا مجحفا في الاختصار ولا مبالغا في الاطناب والاكثار. وقد تتبعت لذلك شروح الدواوين المعتبرة ، وكتب الأمالي والشواهد المشتهرة ، كشرح ديوان امرىء القيس ، وزهير ، والنابغة الذبياني ، وطرفة ، وعنترة ، وعلقمة بن عبدة ، وأوس بن حجر ، والأعشى ، ومالك بن خريم ، والحرث بن حلزّة ، وفروة بن مسيك ، والأفوه ، وحسان بن ثابت ، وجميل ، والأخطل ، وجرير ، والفرزدق ، وليلى الأخيلية ، والمقنع الكندي ،
__________________
(١) صدر بيت وعجزه :
فكل رداء يرتديه جميل
وهو في شعره ص ١١ وامالي القالي ١ / ٢٦٩ ، وشرح الحماسة للتبريزي ١ / ١٠٨ ، وفي الشعراء ٥٩٤ منسوب الى دكين ، واللسان (سمأل) ، ونسبه الى سلمى بنت مجدعة الجهنية ترثى أخاها سعدا ، وذكره في (نفض) عن الجوهري منسوبا اليها ، ورواه أيضا في (تبع) منسوب اليها.
(٢) من قصيدة جيدة عدتها أربعة وعشرون بيتا ، وعجزه :
وعاداك ما عاد السليم المسهدا.
وهو في الخزانة ١ / ٨٤ ، وشعراء الجاهلية ٣٥٧ ـ ٣٩٩.