ومنها :
تنحّ عن البطحاء إنّ قديمها |
|
لنا والجبال الرّاسيات الفوارع |
ومنها :
أخذنا بآفاق السّماء عليكم |
|
لنا قمراها والنّجوم الطّوالع |
ومنها :
أتعدل أحسابا لئاما أدقة |
|
بأحسابنا إنّي إلى الله راجع |
قوله : (ومنّا الّذي اختير الرجال) ، قال ابن الشجريّ في أماليه : هو منصوب بنزع (من) على حد قوله : (واختار موسى قومه) وقد استشهد به سيبويه على ذلك (١). والزعازع ، جمع زعزاع ، وزعزوع ، وزعزع : الرياح الشديدة. قال الأعلم : وصف قومه بالجود والتكرّم عند اشتداد الزمان وهبوب الرياح. وأراد بذلك زمن الشتاء ووقت الجدب. والعرب تمدح بالقرى في الشتاء لأنه وقت الجدب. وسماحة وجودا ، نصب على التمييز أو المفعول له أو الحال من الرجال ، قاله المصنف في شواهده. وكونه مفعولا له ، قاله من لا يشترط فيه الاتحاد في الفاعل ، لأن السماحة ليست فعل الذي اختار ، وكونه تمييزا على أنه محوّل من نائب الفاعل ، أي أختيرت سماحته. ثم صار اختير هو سماحة. وقوله : (أولئك آبائي) استشهد به أهل المعاني على استعمال الاشارة للتعريض بغباوة السامع ، بحيث أنه لا يفهم إلّا المحسوس المشار اليه. وقوله : (فجئني بمثلهم) قال شارح أبيات الايضاح البياني : هو أمر تعجيز ، لأنه قد تحقق عنده أن ليس للمخاطب مثل آبائه. قال : وقوله : (يا جرير المجامع) أورده جار الله في أساس البلاغة مستشهدا
__________________
(١) في أمالي ابن الشجري ١ / ٣٢٨ : (ومما حذفوا من الحروف الخافضة «من» في قوله : اخترت الرجال زيدا) يريد : من الرجال. وجاء في التنزيل (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً) أي من قومه. وقال الفرزدق : ومنا الذين ... البيت.
(فالنصب في الرجال لوصول الفعل بعد حذف الخافض) اه.