به في قوله : (١) جمعتهم جامعة ، أي أمر من الأمور التي يجتمع لها. وقوله : (فواعجبا) قال التدمري في شرح أبيات الجمل : يروى بالتنوين وطرحه. وقوله : (حتى كليب تسبّني) ، استشهد به المصنف في مبحث «حتى» على دخولها على جملة الابتداء. وكليب بن يربوع رهط جرير ، جعلهم في الضعة بحيث لا يسابون مثله لشرفه. ونهشل ومجاشع رهط الفرزدق ، وهما ابنا دارم. والبطحاء : الموضع الواسع ، وأراد هنا ببطحاء مكة. والراسيات : الثابتات. والفوارع ، بفاء وراء وعين مهملة : الطوال ، وآفاق السماء : نواحيها. وقمراها : الشمس والقمر ، من باب التغليب. وقد أورد المصنف هذا البيت في الباب الثامن شاهدا عليه. وقيل : أراد بالقمرين هنا محمدا وإبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسّلام ، وبالنجوم الطوالع : الخلفاء الراشدين. ولئام ، جمع لئيم ، ضدّ الكريم. وأدقه ، جمع دقيق ، ضدّ الجليل. وقوله : (أشارت كليب) بالجر على حذف الجار وابقاء عمله ، أي إلى كليب. ورواه ابن حبيب بالرفع ، وقال : هو على تقدير : هذه كليب. وقال المصنف في شواهده : الأصل ، أشارت الى كليب الأكف بالأصابع ، فأسقط الجار وقلب الكلام ، فجعل الفاعل مفعولا وعكسه. وقال غيره : يروى (أشرت) بدل أشارت. يريد أشارت إليها بأنها شرّ الناس. يقال : لا تشر فلانا ولا تشنعه ، يعني لا تشر اليه بشرّ ولا تذكره بأمر قبيح.
فائدة :
الفرزدق اسمه همّام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم (٢) بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم ، مقدّم شعراء العصر أبو فراس التميمي البصري.
روى عن علي بن أبي طالب ، وأبي هريرة ، والحسين ، وابن عمر ، وابن سعيد ، والطرماح الشاعر ، وعنه الكميت الشاعر ، ومروان الأصغر ، وخالد الحذاء ،
__________________
(١) اساس البلاغة : (جمع).
(٢) وكذا في الشعراء ٤٤٢ ، وطبقات ابن سلام ٢٥٠.