الدابة تمطو في مشيها ، أي تسرع. وأندى : أسخى. والراح : جمع راحة وهي الكف. قال الزبير في الموفقيات : اجتمع جماعة من العلماء والرواة فتذاكروا المديح فقالوا : أمدح الشعر؟ فقال جعفر بن حسين اللهبي : قول جرير لعبد الملك :
ألستم خير من ركب المطايا |
|
وأندى العالمين بطون راح |
فقال مسلم بن الزناد : ليس هذا بشيء ، قد يرغب الرجل فيمدح. فقال محمد ابن الضحاك بن عثمان : قول الأعور ابن براء الكلابي :
وذي إبل لو لا كلاب أراحها |
|
ولكنه مولى كلاب فعذبا |
فقال مسلم : إن هذا المديح ، وأريد أشرح من هذا. فقال أبو غزية : قول معن ابن أوس المزني لحمزة بن عبد الله بن الزبير :
إنّك فرع من قريش وإنّما |
|
تمج النّدى منها الفروع الشّوارع |
غنوا قادة للنّاس بطحاء مكة |
|
لهم سقايات الحجيج الدوافع |
فلمّا دعوا للموت لم تبك مثلهم |
|
على حدث الدّهر العيون الدّوامع |
فصاح مسلم بن أبي الزناد : الآن حمي الوطيس هكذا يكون المديح.
فائدة :
جرير هو ابن عطية بن الخطفي بفتحات ، وهو حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف ابن كليب بن يربوع بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، أبو حزرة ، بالحاء المهملة ، التميمي البصري الشاعر المشهور. مدح يزيد بن معاوية ، ومن بعده من الأمويين ، وإليه المنتهى والى الفرزدق في حسن النظم. وقال بشار بن برد : كان جرير يحسن ضروبا من الشعر لا يحسنها الفرزدق. وقال يونس : كان الفرزدق يتضوّر ويجزع اذا أنشد لجرير ، وكان جرير أصبرهما. وقال بشار : أجمع أهل