والنواشر : عروق باطن الذراع ، جمع ناشرة. وجوّاب : صيغة مبالغة ، من جبت البلاد أجوبها إذا قطعتها. والآفاق : النواحي ، وهو إما على حقيقته في الأمكنة ، أو مجاز في الأقوال. والحكم : بقرينة قوله قوّال محكمة كما قال الآخر :
ملقّن ملهم فيما يحاوله |
|
جمّ خواطره جوّاب آفاق |
قال التبريزي (١) : سمي تأبط شرّا لأنه أخذ سيفا وخرج ، فقيل لأمه أين هو؟ قالت : لا أدري ، تأبط شرّا وخرج. وقيل : أخذ سكينا تحت أبطه وخرج إلى نادي قومه فوجأ بعضهم ، فقيل تأبط شرّا. وقيل : قالت له أمه يوما : إن الغلمان يجنون لأهلهم الكمأة فهلا فعلت كفعلهم ، فأخذ جرابه ومضى فملأه أفاعي وأتى متأبطا به ، أي جاعلا له تحت إبطه ، فألقاه بين يديها فخرجت الأفاعي منه تسعى فولت هاربة. فقال لها نساء الحيّ : ماذا الذي كان ابنك متأبطا له؟ فقالت : تأبط شرّا! وقيل : إنه رأى كبشا في الصحراء فاحتمله تحت إبطه ، فجعل يبول عليه طول طريقه ، فلما قرب من الحيّ ثقل عليه الكبش حتى لم يقله ، فرمى به ، فاذا هو الغول. فقال له قومه : ما كنت متأبطا يا ثابت! قال : الغول. قالوا : لقد تأبطت شرّا ، فسمي بذلك.
حكاه في الأغاني (٢) وإنه قال في ذلك :
تأبّط شرّا ثم راح أو اغتدى |
|
يوائم غنما أو يشيف على ذحل |
قال : وقيل : إنه سمي بهذا البيت. وفي الوشاح لابن دريد : أن كنيته أبو زهير. قال المصنف : وقد وافقه في اسمه واسم أبيه الشنفرى. وفي الأغاني : قال رجل لتأبط شرّا : بم تغلب الرجال وأنت دميم ضئيل؟ قال : باسمي ، إنما أقول ساعة ما ألقى الرجل : أنا تأبط شرّا ، فينخلع قلبه حتى أنال منه ما أردت.
١٢ ـ وأنشد :
يا حكم الوارث عن عبد الملك
__________________
(١) شرح حماسة أبي تمام ١ / ٧٥.
(٢) الاغاني ٢١ / ١٤٦ (الثقافة).