ويشتمل البعض الآخر على زواخر (١) أخبار صدرت عن حضرة النبوة والرسالة ـ وجناب العزّة والطهارة والجلالة ، صلوات الله وسلامه على قائلها ، وتحياته الطاهرات الزاكيات ، التي تندرج المحامد كلّها تحت غلائلها (٢) ورأفته وبركاته التي تتأرج رياض الرضوان من مدارج نسائمها ، ومهابّ شمائلها ـ منبئة عن بعض مناقب أهل العباء المشرّفين بالتطهير والاصطفاء والاجتباء : ابن عمه المرتضى أمين الإمامة ، وأبي الأولياء ، حامل لواء الحمد في دار البقاء ، وقرّة عينه سيّدة نساء العالمين ، البتول الزهراء ، وولديه سيّدي شباب أهل الجنة ، السبطين المخصوصين بكرامة الاختصاص والارتضاء ، ومبيّنة شطرا من مآثر آله الكرام الأمناء ، وعترته النقباء النجباء ، وأولادهم الهداة المعصومين الأتقياء الأنقياء ، وطرفا من طرف خصائص أتباعهم وأشياعهم البهاليل الكرماء ؛ الصعداء بالانتساب إلى الحضرة النبوية وشرف الانتماء.
فسلام الله ـ تعالى ـ وصلواته الزاكيات ، ونوامي تحيّاته ورأفته الساميات ، على المصطفى المقصود من خلق الأكوان كلّها ، المرفوع راية مجده يوم العرض الأكبر ، وآدم عليهالسلام ومن دونه تحت ظلها (محمد) الممدود سرادق جلاله على على قمة الأفلاك ، المحمود طرائقه في هداية الخلق إلى سواء الصراط ، وإنقاذهم من ورطات الهلاك ، ما حي ظلم الظلم ، وكاسر أشراك الإشراك ، المنيع جناب عزّته من أن يحوم حول حمى وصفه رائد الإدراك.
وعلى وزيره وأخيه وقرة عين صنو أبيه المرتضى المجتبى ، الذي هو في الدنيا والآخرة إمام وسيّد ، وفي ذات الله سبحانه أخيشن ممسوس ، وفي إقامة دينه الواجب الحقّ قويّ أيّد (٣) ذو القلب العقول والأذن الواعية ، والهمّة التي هي بالعهود وافية ولها راعية.
و [على] آله وأهل بيته الأقمار الزاهرة ، والشموس البازغة ، سادة الخلق وساسة
__________________
(١) وفي بعض النسخ : «على زواهر ...».
ثم إن قوله : «ويشتمل البعض الآخر ...» عطف على قوله ـ في ص ـ ١٤ ـ : «هذه فرائد أحاديث ... ينبىء بعضها عن نبذ مما خص الله تعالى به ... جناب ولاية المولى أمير المؤمنين ...».
(٢) هي جمع غلالة ـ بكسر أولها ـ : شعار يلبس تحت الثوب أو تحت الدرع.
(٣) وفي نسخة طهران : «وفي إقامة دينه الواصب ...».