بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدمة المحقق
أبى الله أن ينسى من شكره وتمسك بأوليائه؟!
كل مثقف خبير يراجع صفحات من هذا الكتاب ، أو يستمع إلى أحاديث من محتوياته يتجلى له سموّ الكتاب ، وعلوّ منزلة مؤلفه من حيث بذل الجهود ، وإخراج الكتاب على منهج فني من جهة بيان أوصاف الرواة وذكر أمكنة أخذ الحديث وأزمنة تحمله من الشيوخ والأساتذة والعلماء والجهابذة من رواة الآثار ونقلة الأخبار ، ولكن المثقف المتضلع بالتفاته إلى محتويات الكتاب وتضمنه إثبات جمّ غفير من معالي أهل البيت يبقى مبهوتا من أجل عدم نشر الكتاب بين الناس مع شدة الحاجة إلى نشره ونشر أمثاله ، ويزيده بهتا وتحيرا شهوده الاختلاف الكثير بين نسخ الكتاب في كلمات وجملات عديدة ، ثم تحقق التصحيف الفاحش والغلط الواضح في ألفاظ وكلمات كثيرة في مواضع غير محصورة منه ، ولسان حال القارئ البصير قائل : هل العلماء غافلون عن عظمة هذا التراث القيم؟ فإن كانوا غافلين فبما ذا يستندون في إرشاد الناس وزرع الحقائق في نفوسهم؟ وإن كانوا مستيقظين وعارفين بأهميّة الكتاب وأمثاله فما هذه الأغلاط والتصحيفات الموجودة في النسخ الكاشفة عن كون كتّابها من سواد الناس المجرّدين عن العلم والمعرفة ، أو تاركين لمناهج العلوم والمعارف؟!
وأيضا لسان حال المثقف الملتفت إلى أهمية الكتاب ناطق : هل أحبّاء أهل البيت اجتثوا واستوصلوا عن وجه الأرض؟ أو أنهم باقون؟ فإن كانوا باقين وهم أحياء مرزوقون فلما ذا بقي أمثال هذا الكتاب غير منشور بين الناس!؟ هل من أجل قلة عددهم؟ أو قصور ذات يدهم؟ فإن كانوا ذا عدّة وعدّة فما ذا صدّهم عن طبع