فعافاهما الله وليس عند آل محمد قليل ولا كثير!! فانطلق عليّ إلى شمعون بن حانا الخيبري (١) ـ وكان يهوديا ـ فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فوضعه في ناحية البيت فقامت فاطمة إلى صاع منها فطحنته فاختبزته وصلّى عليّ مع النبيّ صلىاللهعليهوسلم ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم مسكين فوقف بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد مسكين من أولاد المساكين أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنّة. فسمعه عليّ فأنشأ يقول :
فاطم ذات الخير واليقين (٢) |
|
يا بنت خير الناس أجمعين |
أما ترين البائس المسكين |
|
قد قام بالباب له حنين (٣) |
يشكو إلى الله ويستكين |
|
يشكو إلينا جائع حزين |
كل امرئ بكسبه رهين |
فأجابته فاطمة سلام الله عليها :
أمرك سمع يا ابن عمّ وطاعة |
|
مالي من لؤم ولا وضاعة (٤) |
أطعمه ولا أبالي الساعة |
|
أرجو لئن أشبع من مجاعة |
أن ألحق الأخيار والجماعة |
|
وأدخل الجنّة ولي شفاعة |
قال : فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء.
فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع فطحنته وخبزته وصلّى عليّ مع النبيّ عليهماالسلام ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه ، فأتاهم يتيم فقال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة فسمعه عليّ فأنشأ يقول :
__________________
(١) كذا في شواهد التنزيل ومناقب الخوارزمي ، ولعلّه الصواب ، وفي الأصل : «انطلق [عليّ] إلى شمعون ابن حار الخيبري ...».
(٢) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «فاطمة ...» وفي مناقب الخوارزمي : «فاطم ذات المجد واليقين».
وفي شواهد التنزيل : «فاطم ذات الرشد واليقين».
(٣) كذا في نسخة طهران ومثلها في مناقب الخوارزمي ، وهذا المصرع غير موجود في نسخة السيّد علي نقي.
وفي شواهد التنزيل :
أما ترين البائس المسكين |
|
جاء إلينا جائع حزين |
قد قام بالباب له حنين |
|
يشكو إلى الله ويستكين |
كل امرئ بكسه رهين |
(٤) كذا في الأصل ، وفي شواهد التنزيل : «ما بي لؤم لا ولا ضراعة» وفي مناقب الخوارزمي : «ما بي من لؤم ولا ضراعة».