والتحريم ؛ لأنه العليم بما هو مصلحة ، الخبير بما هو مضرة لكم ، فلا يشرع إلا الخير والسداد.
ولا تتبعوا من دون الله أولياء ، كأنفسكم أو الشياطين التي توسوس لكم بما فيه الضرر والخطر ، والضلال والفساد ، والشر والسوء ، والإيهام بأن الأصنام شركاء ذات تأثير عند الله ، مع أنها أحجار لا تضر ولا تنفع ، أي لا تخرجوا عما جاءكم به الرسول إلى غيره ، فتكونوا قد عدلتم عن الحق إلى الضلال ، وعن حكم الله إلى حكم الشيطان والأهواء. ولكنكم تتذكرون قليلا ، وتنسون الواجب عليكم نحو ربكم ، وهذا مثل قوله تعالى : (وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف ١٢ / ١٠٣].
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ القرآن كلام الله المنزل على نبيه محمد صلىاللهعليهوسلم ، والعقل يشهد بأن هذا لا يكون إلا بطريق الوحي من عند الله تعالى ؛ لأن الرسول صلىاللهعليهوسلم أمي لا يقرأ ولا يكتب ؛ ولأنه كلام معجز لا يصدر عن بشر ؛ ولأن الأحداث ومرور الأزمنة تثبت تفوقه وصلاحه لكل الأوقات ، وهذا لا يمكن أن يتصف به تشريع وضعي.
٢ ـ واجب النبي صلىاللهعليهوسلم وسائر الأنبياء تبليغ الوحي المنزل ، وأما النتائج والآثار وانتصار الدعوات الإلهية فمردها إلى الله تعالى. وقد سرّى الله عن نبيه فنهاه عن أن يضيق صدره لعدم الإيمان به ، فإنما عليه البلاغ ، وليس عليه سوى الإنذار به ، من شيء من إيمانهم أو كفرهم ، كقوله تعالى : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ) [الكهف ١٨ / ٦] وقوله : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [الشعراء ٢٦ / ٣].