والمقصود بقوله (بِآياتِنا) أي القرآن ، ودلائل التوحيد والألوهية ، والأحكام والشرائع ، فهي لفظ عام يدخل فيه كل ما ذكر ، لأن جميع هذه الأشياء آيات الله تعالى ، والرّسل إذا جاؤوا فلا بدّ وأن يذكروا جميع هذه الأقسام.
ومن كذّبت قلوبهم بآيات الله واستكبروا عن قبولها والعمل بها ، ورفضوها كبرا وعنادا للرّسل ، كما حدث من زعماء قريش حين تكبّروا على محمد صلىاللهعليهوسلم ، فأولئك أصحاب النّار ، ماكثون فيها مكثا دائما مخلّدا.
فقه الحياة أو الأحكام :
ينقسم الناس بعد دعوة الرّسل فريقين : فريق المؤمنين الطائعين المصدّقين دعوة الرّسل ، وفريق الجاحدين المتمّردين المكذّبين الدّعوة.
أمّا الفريق الأوّل فيهنأ ويسعد بما يلقى من الجزاء الحسن يوم القيامة. ودلّ قوله تعالى: (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) على أنّ المؤمنين يوم القيامة لا يخافون ولا يحزنون ، ولا يلحقهم رعب ولا فزع من أهوال يوم القيامة ، ولكنهم آمنون مطمئنون.
وأما الفريق الثاني فيجازى جزاء السّوء بالخلود في نار جهنّم. وقد استدلّ أهل السّنة بقوله تعالى : (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) على أن الفاسق من المسلمين أهل الصلاة لا يبقى في النار مخلّدا ، لأنه تعالى بيّن أنّ المكذّبين بآيات الله ، والمستكبرين عن قبولها ، هم الذين يبقون مخلّدين في النّار. وكلمة (هُمْ) تفيد الحصر ، فاقتضى ذلك أن من لا يكون موصوفا بذلك التّكذيب والاستكبار لا يبقى مخلّدا في النّار.