(كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى) تشبيه مرسل مجمل ، ذكر فيه الأداة ولم يذكر وجه الشبه ، شبّه إخراج الموتى من قبورهم بإخراج النبات من الأرض.
المفردات اللغوية :
(الرِّياحَ) جمع ريح ، وهو الهواء العاصف الشديد الحركة ، وإذا جمعت كانت في معنى الخير ، كما هنا ، وإذا أفردت كانت في معنى الشر ، كما في قوله تعالى : (أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) [القمر ٥٤ / ١٩] وكان عليه الصلاة والسلام يقول : «اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا».
(بُشْراً) مبشرات متفرقة قبل نزول المطر (بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) قبل نزول المطر (أَقَلَّتْ) حملت ورفعت أي الرياح (سَحاباً) جمع سحابة وهي الغيوم (ثِقالاً) مشبعة ببخار الماء (سُقْناهُ) سيرناه أي السحاب (لِبَلَدٍ مَيِّتٍ) أرض لا نبات فيها ولا مرعى ، أي لإحيائها (فَأَخْرَجْنا بِهِ) أي بالماء (الثَّمَراتِ) جمع ثمرة ، وهي ما تحمله الشجرة ، سواء أكان مأكولا أم لا (كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى) أي كذلك الإخراج للنبات بالمطر نخرج الموتى من قبورهم بالإحياء. (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فتؤمنوا.
(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ) العذب التراب (يَخْرُجُ نَباتُهُ) حسنا (بِإِذْنِ رَبِّهِ) هذا مثل للمؤمن ، يسمع الموعظة ، فينتفع بها (وَالَّذِي خَبُثَ) ترابه (لا يَخْرُجُ) نباته (إِلَّا نَكِداً) عسرا بمشقة ، لا خير فيه ، وهذا مثل للكافر (كَذلِكَ نُصَرِّفُ) كما بينا ما ذكر نبيّن الآيات (لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) الله فيؤمنوا.
المناسبة :
لما ذكر الله تعالى أنه خالق السموات والأرض ، وأنه المتصرف الحاكم المدبر للعالم العلوي والسفلي ، والمسخّر للإنسان ما في الكون ، وأرشد إلى دعائه ؛ لأنه على ما يشاء قادر ، ونهى عن الإفساد في الأرض ، وأبان أن رحمته قريبة من المحسنين ، نبّه تعالى إلى أنه الرزاق ، وأن أهم مصادر الرزق هو المطر الذي يترجم إلى خيرات كثيرة ويكون سببا للنبات الحسن ، وأنه يعيد الموتى أحياء يوم القيامة كإحياء الأرض بعد موتها.