٥ ـ الافتراء على الله : ومن المعلوم أن الجرأة على الله والافتراء عليه أعظم الذنوب والكبائر.
٦ ـ الضلال عن الرشد في مصالح الدين ومنافع الدنيا.
٧ ـ إنهم ما كانوا مهتدين ، وهو وصف لازم دائم لهم.
روي أن رجلا من أصحاب النّبي صلىاللهعليهوسلم كان لا يزال مغتما بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له : «مالك تكون محزونا؟» فقال : يا رسول الله ، إني أذنبت ذنبا في الجاهلية ، فأخاف ألا يغفره الله لي ، وإن أسلمت! فقال له : «أخبرني عن ذنبك» فقال : يا رسول الله ، إني كنت من الذين يقتلون بناتهم ، فولدت لي بنت ، فتشفّعت إليّ امرأتي أن أتركها ، فتركتها حتى كبرت وأدركت ، وصارت من أجمل النساء ، فخطبوها ؛ فدخلتني الحميّة ولم يحتمل قلبي أن أزوجها أو أتركها في البيت بغير زوج ، فقلت للمرأة : إني أريد أن أذهب إلى قبيلة كذا وكذا في زيارة أقربائي فابعثيها معي ، فسرّت بذلك وزينتها بالثياب والحلّي ، وأخذت على المواثيق بألا أخونها ، فذهبت بها إلى رأس بئر ، فنظرت في البئر ، ففطنت الجارية أني أريد أن ألقيها في البئر ؛ فالتزمتني وجعلت تبكي وتقول : أيش تريد أن تفعل بي! فرحمتها ، ثم نظرت في البئر فدخلت عليّ الحميّة ، ثم التزمتني وجعلت تقول : يا أبت لا تضيع أمانة أمّي ؛ فجعلت مرة أنظر في البئر ، ومرة أنظر إليها فأرحمها ، حتى غلبني الشيطان ، فأخذتها وألقيتها في البئر منكوسة ، وهي تنادي في البئر : يا أبت ، قتلتني.
فمكثت هناك حتى انقطع صوتها فرجعت ، فبكى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه وقال : لو أمرت أن أعاقب أحدا بما فعل في الجاهلية لعاقبتك (١).
__________________
(١) تفسير القرطبي : ٧ / ٩٧