المهتدون والمكذبون من أمة الدعوة الإسلامية
(وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٨١) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (١٨٢) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (١٨٣) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (١٨٤) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (١٨٥) مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٨٦))
الإعراب :
(وَيَذَرُهُمْ) بالرفع على تقدير مبتدأ ، وتقديره : هو يذرهم. ويقرأ بالجزم بالعطف على موضع الفاء في (فَلا هادِيَ لَهُ) وموضعه الجزم على جواب الشرط ، أي أن الرفع على سبيل الاستئناف ، والجزم عطف على محل ما بعد الفاء.
(وَأَنْ عَسى) أي في أنه عسى ، وأن : مخففة من الثقيلة ، والأصل : وأنه عسى ، على أن الضمير ضمير الشأن ، والمعنى : أو لم ينظروا في أن الشأن والحديث ، عسى أن يكون أجلهم قرب ، ولعلهم يموتون عما قريب ، فيسارعوا إلى النظر وطلب الحق قبل مفاجأة الموت والعقاب. وقوله : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ) متعلق بقوله : (وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ).
المفردات اللغوية :
(وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ) هم أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كما في الحديث المتواتر «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ...». ويهدون : يرشدون الناس إلى الحق والخير (وَبِهِ يَعْدِلُونَ) أي وبالحق يحكمون وكما عند الشيخين عن المغيرة بالعدل دون ميل لأحد الجانبين المتخاصمين.
(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) القرآن ، من أهل مكة (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) سنأخذهم قليلا قليلا ،