أكبر منه سلطانا ، كما قال تعالى : (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة ٢ / ٢٥٥] وقال : (الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ) [الرعد ١٣ / ٩].
والمقصود : كيف يصح لعبدة الأصنام وأمثالها عبادة من لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا ، ويتركون عبادة من بيده كل شيء ، وهو القادر على كل شيء؟!
٢ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً ، فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) أي ألم تعلم أيها المخاطب أن الله يرسل الرياح ، فتثير سحابا ، فيمطر على الأرض الجرز التي لا نبات فيها ، وهي هامدة يابسة ، فتصبح زاهية نضرة ، مخضرة بالنباتات والأزهار ذات الألوان البديعة ، والأشكال الرائعة ، بعد يبسها وجمودها ، قال الخليل : المعنى انتبه! أنزل الله من السماء ماء ، فكان كذا وكذا. وقوله : (مُخْضَرَّةً) أي ذات خضرة ، على وزن مفعلة كمبقلة ومسبعة ، أي ذات بقل وسباع.
(إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) أي إن الله رحيم لطيف بعباده ، يدبر لهم أمر المعاش ، وأصل علمه أو فضله إلى كل شيء ، عليم بما في أنحاء الأرض من الحب مهما صغر ، خبير بمصالح خلقه ومنافعهم وأحوالهم ، لا يخفى عليه خافية ، فيحقق لهم المصلحة بتدبيره ، كما قال تعالى حكاية عن لقمان : (يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ، فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ ، إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) [لقمان ٣١ / ١٦] وقال سبحانه : (وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ ، وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ ، وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) [يونس ١٠ / ٦١].
٣ ـ (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) جميع ما في السموات وما في الأرض لله سبحانه خلقا وملكا وعبيدا ، أي جميع الأشياء هي