لكل أمة شريعة ومنهاج ملائمان
(لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ (٦٧) وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (٦٨) اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٦٩) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٧٠))
البلاغة :
(فَلا يُنازِعُنَّكَ) نهي يراد به النفي ، أي لا ينبغي لهم منازعتك ، فقد ظهر الحق وقامت أدلته.
المفردات اللغوية :
(مَنْسَكاً) شريعة ومنهاجا ومتعبدا (ناسِكُوهُ) عاملون به (فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ) أي لا ينبغي لهم أن ينازعوك في أمر الدين ، ومنه أمر الذبيحة ، إذ قالوا : ما قتل الله أحق أن تأكلوه مما قتلتم ؛ لأنهم إما جهال وأهل عناد ، أو لأن أمر دينك أظهر من أن يقبل النزاع (وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) أي إلى دينه وتوحيده وعبادته (هُدىً مُسْتَقِيمٍ) طريق إلى الحق سويّ أو دين قويم.
(وَإِنْ جادَلُوكَ) في أمر الدين ، وقد ظهر الحق ، ولزمت الحجة (فَقُلِ : اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ) من المجادلة الباطلة وغيرها ، فمجازيكم عليها ، وهو وعيد فيه رفق.
(يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ) يفصل بين المؤمنين منكم والكافرين بالثواب والعقاب يوم القيامة ، كما فصل في الدنيا بالحجج والآيات (فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) من أمر الدين ، بأن يقول كل فريق خلاف قول الآخر.
(أَلَمْ تَعْلَمْ) استفهام تقرير (يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ) فلا يخفى عليه شيء (إِنَ