يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ (٤١) وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (٤٢) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٣))
الإعراب :
(وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَوْمَ) منصوب من أربعة أوجه : إما لأنه مفعول به توسعا ، كأنه قال : وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ولعنة يوم القيامة ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، وإما معطوف بالنصب على موضع الجار والمجرور وهو : (فِي هذِهِ الدُّنْيا) وإما منصوب بما دل عليه قوله : (مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) لأن الصلة لا تعمل فيما قبل الموصول ، وإما منصوب على الظرف بالمقبوحين ، أي وهم من المقبوحين يوم القيامة.
(بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً) كلها منصوبات على الحال من (الْكِتابَ).
البلاغة :
(فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ) قال الزمخشري (٢ / ٤٧٧) : ولم يقل : اطبخ لي الآجرّ ، لأنه أول من عمل الآجرّ ، فهو يعلمه الصنعة ، ولأن هذه العبارة أحسن طباقا لفصاحة القرآن وعلوّ طبقته وأشبه بكلام الجبابرة. وأمر هامان ـ وهو وزيره ورديفه بالإيقاد على الطين ـ منادى باسمه بيا في وسط الكلام : دليل التعظيم والتجبر.
(بَصائِرَ لِلنَّاسِ) تشبيه بليغ ، حذفت فيه أداة الشبه ووجه الشبه ، أي أعطيناه التوراة كأنها أنوار لقلوب الناس.
المفردات اللغوية :
(هامانُ) وزير فرعون (فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ) فاصنع لي الآجرّ أي الطوب ، قال عمر رضياللهعنه حين سافر إلى الشام ورأى القصور المشيدة بالآجرّ : ما علمت أن أحدا بنى بالآجر