ثم صرح الله تعالى بسبب إرسال النبي محمد صلىاللهعليهوسلم فقال :
(وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ، فَيَقُولُوا : رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ ، وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) أي ولو لا قول الناس ومنهم العرب إذا أصابتهم مصيبة العذاب على كفرهم : ربنا هلا أرسلت إلينا رسولا يبين لنا صحة الاعتقاد أو التوحيد ، ونظامك الشرعي للحياة ، فنؤمن بك ربا واحدا ، ونعمل بشريعتك ، ما أرسلناك للناس رسولا.
ولكنا بعثناك رسولا نذيرا تقيم عليهم الحجة ، وتبلغهم رسالة ربهم في العقيدة والأخلاق ودستور الحياة ، وتقطع عذرهم وتبطل حجتهم بأنهم لم يأتهم رسول ولا نذير ، كما قال تعالى : (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ، وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) [النساء ٤ / ١٦٥] وقال سبحانه : (أَنْ تَقُولُوا : إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا ، وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِراسَتِهِمْ لَغافِلِينَ ، أَوْ تَقُولُوا : لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ ، فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ ..) [الأنعام ٦ / ١٥٦ ـ ١٥٧]. وهذا كله من رحمة الله بعباده ألا يعذب إنسانا إلا بعد بيان ، ولا يعاقب إلا بعد تكليف وإرسال رسول.
فقه الحياة أو الأحكام :
تضمنت الآيات موضوعين :
الأول ـ إقامة بعض الأدلة على كون القرآن موحى به من عند الله وعلى صحة نبوة النبي محمد صلىاللهعليهوسلم : وهي الإخبار عن أحوال الأنبياء المتقدمين وقصصهم مع أقوامهم. وخص بالذكر قصتين : هما أولا ـ مناجاة الله موسى وتكليمه في جبل الطور في المكان الغربي من موقف موسى في الوادي المقدس طوى ، حيث