عصر وأوان ، لعلهم وأمثالهم من البشر يتعظون ويتنبهون إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم ، فيؤمنوا بالقرآن وبمن أنزله وبمن أنزل عليه ، وهو مصدّق لما بين يديه من الكتاب ومهيمن عليه.
فقه الحياة أو الأحكام :
يستفاد من الآيات ما يأتي :
١ ـ إن خطة الكفار واحدة في كل زمان ، دأبهم المكابرة والعناد والإنكار ، وطلب المعجزات المادية المحسوسة ، فإنه بالرغم من حدوثها لن يؤمنوا ؛ لأن المكذب بمعجزة واحدة مكذب بكل المعجزات.
وإذا نزل على محمد صلىاللهعليهوسلم مثل معجزات موسى عليهالسلام كانقلاب العصا حية ، واليد البيضاء ، وفلق البحر ، وتظليل الغمام ، وانفجار الحجر بالماء ، وإنزال المنّ والسلوى ، وكتابة الألواح في التوراة ، وتكليم الله له ، وإنزال القرآن جملة واحدة كالتوراة ، إذا نزل مثل ذلك فهم معتصمون بالكفر مقيمون عليه.
٢ ـ إن حجة الكفار في تكذيب كتب الله ورسله واحدة أيضا ، وهي الاتهام بأن تلك الكتب سحر مختلق ، وأولئك الرسل سحرة مبطلون ، بل إنهم متواطئون على السحر والتدجيل ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
٣ ـ إن اليهود علّموا المشركين أن يقولوا لمحمد صلىاللهعليهوسلم : لو لا أوتيت مثل ما أوتي موسى ، فإنه أوتي التوراة دفعة واحدة. وهؤلاء اليهود الذين توارثوا الكفر هم الذين كفروا بما جاء به موسى من قبل ، فقالوا في موسى وهارون : هما ساحران ، فقلدهم كفار قريش وقالوا عن موسى ومحمد مثل ذلك القول ، واتفق الفريقان على الكفر بكلّ من التوراة والإنجيل والقرآن ، وعلى الكفر بموسى وعيسى ومحمد على نبينا وعليهم الصلاة والسلام.