٤ ـ يقابل التحدي والعناد بتحدّ أشد منه ، فإذا كفرتم معاشر اليهود والمشركين بكتب الله المنزلة على رسله ، فأحضروا كتابا أهدى منها يتبعه الناس ، ليكون ذلك عذرا لكم في الكفر ، ومسوغا لما أنتم عليه ، إن كنتم صادقين في أن تلك الكتب سحر مفترى ، وقد مهر اليهود والعرب بالسحر.
٥ ـ إذا لم يؤمن الناس بهذا القرآن ولم يأتوا بكتاب من عند الله ، فهم أهل ضلال وأهواء ، يتبعون ما تملي عليهم شهواتهم وآراؤهم الخاصة وشياطينهم ، دون حجة لهم ولا دليل.
٦ ـ لا أحد أضل ممن سار مع هواه ، فهو ظالم ، والله لا يوفق الظالمين للخير ، وهداية الله تعالى خاصة بالمؤمنين.
٧ ـ لقد تتابع إنزال الكتب من عند الله ، وإرسال الرسل ، وأخبار الأنبياء بعضها ببعض ، كتابا بعد كتاب ، ورسولا بعد رسول ، وخبرا بعد خبر ، وتتابع أيضا نزول القرآن منجما مقسطا بحسب الوقائع والمناسبات ، وعلى وفق الحكمة والمصلحة ، ليستمر صوت التذكير والتنبيه ، وتتجدد الدعوة إلى الإيمان حالا بعد حال ، وزمانا إثر زمان.
ثم خلد الله صوت الحق الإلهي بهذا القرآن ، وجعله ذكرى متجددة دائمة للأجيال ، بما تكفل له من الصون والحفظ عن التغيير والتبديل ، والتحريف والتصحيف ، وبما اشتمل عليه من التنوع في الأسلوب والخطاب وعدا ووعيدا ، وقصصا وعبرا ، ونصائح ومواعظ ، إرادة أن يتذكر الناس به فيؤمنوا به ويعملوا بموجبه ، فيفلحوا ، ويقلعوا عن اتباع الأديان الباطلة المنسوخة ، وعن الأهواء والشهوات البائدة الفارغة ، والوثنية البدائية المنافية لكرامة الإنسان ، والمصادمة للعقل البشري السوي.