ج ـ أما ما ابتدعته الصوفية اليوم من الإدمان على سماع المغاني بالآلات المطربة من الشبّابات (١) والطار والمعازف والأوتار فحرام. وفي اليراعة (٢) تردد ، والدف مباح.
د ـ وأما طبل الحرب فلا حرج فيه ؛ لأنه يهيج النفوس ، ويرهب العدو ، فقد ضرب بين يدي النبي صلىاللهعليهوسلم يوم دخل المدينة ، فهمّ أبو بكر بالزجر ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «دعهن يا أبا بكر حتى تعلم اليهود أن ديننا فسيح» فكنّ يضر بن ويقلن :
نحن جوار من بني النجار |
|
يا حبّذا محمد من جار |
ه ـ لا بأس من استعمال الدّفّ في حفلات الزفاف ، وكذا الآلات المشهرة بالزواج والغناء بحسن الكلام الذي لا فحش فيه.
و ـ سماع الغناء من المرأة التي ليست بمحرم لا يجوز. والاشتغال بالغناء على الدوام سفه ترد به الشهادة ، فإن لم يدم لم تردّ.
ونقل عن أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل القول بكراهة الغناء. وقال الطبري : أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه.
٣ ـ عادة القرآن مقابلة الأشياء بأضدادها لبيان الفرق والترغيب والترهيب ، فبعد أن ذكر عذاب الكفار ذكر نعيم المؤمنين ، وهو أن للمؤمنين الذي يعملون صالح الأعمال المأمور بها شرعا نعيم الجنان ، دائمين فيها ، ووعدهم الله هذا وعدا حقا لا خلف فيه ، وهو وعد العزيز الذي لا يغلب ولا يعجزه شيء ، الحكيم في صنعه وفعله.
__________________
(١) الشبّابة : قصبة الزمر.
(٢) اليراعة : مزمار الراعي.