(وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ) مرفوع معطوف على (والِدٌ) المرفوع الذي هو فاعل (يَجْزِي) و (هُوَ) تأكيد لما في (مَوْلُودٌ) من الضمير ، ولا يجوز أن يكون (هُوَ) ضمير فصل ، لأن الفصل لا يدخل بين النكرتين.
(ما ذا تَكْسِبُ غَداً ما ذا) منصوب ب (تَكْسِبُ) لا ب (تَدْرِي) لأن الاستفهام ينتصب بما بعده لا بما قبله ، هذا إذا جعل (ما وذا) بمنزلة شيء واحد ، فإن جعلا بمنزلة كلمتين ، وجعلا بمنزلة (الذي) وجعل موضع (ما ذا) مرفوعا ، لم يجز نصبه ب (تَدْرِي) لما ذكر ، وإنما نحكم على موضع الجملة بالنصب بدخوله عليها.
المفردات اللغوية :
(اتَّقُوا رَبَّكُمْ) خافوا عقابه. (لا يَجْزِي) لا يقضي فيه ، أو لا يغني. (وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ) إن تغيير النظم بين (يَجْزِي) و (جازٍ) للدلالة على أن المولود أولى بألا يجزي ، وقطع طمع من توقع من المؤمنين أن ينفع أباه الكافر في الآخرة. (إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) أي وعده بالبعث وبالثواب والعقاب صدق لا يمكن إخلافه. (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ) فلا تخدعنكم. (وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ) في حلمه وإمهاله. (الْغَرُورُ) الشيطان وكل ما غرّ الإنسان من مال وجاه ، والشيطان يرجّي بالتوبة والمغفرة ، فيجسّر على المعاصي.
(عِلْمُ السَّاعَةِ) علم وقت قيام القيامة. (وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ) بوقت يعلمه. (ما فِي الْأَرْحامِ) من الذكورة والأنوثة ، والتمام والنقص ، والحياة والموت ، وغير ذلك من خواص الجنين وأحواله وأعراضه. (ما ذا تَكْسِبُ غَداً) من خير أو شر ، وتنفيذ العزم على شيء وخلافه. (بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) أي كما لا تدري في أي وقت تموت ، والله يعلمه وحده. (عَلِيمٌ) بكل شيء ، يعلم الأشياء كلها. (خَبِيرٌ) يعلم الباطن والظاهر.
سبب النزول :
نزول الآية (٣٤):
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : جاء رجل من أهل البادية هو الحارث بن عمرو (١) ، فقال : إن امرأتي حبلى فأخبرني بما تلد ، وبلادنا مجدبة فأخبرني متى ينزل الغيث ، وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت؟ فأنزل الله : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) الآية.
__________________
(١) في رواية قتادة : اسمه الوارث بن عمرو بن حارثة.