(الْأَرْضِ الْجُرُزِ) اليابسة التي لا نبات فيها ؛ لأنه جرز نباتها ، أي قطع وأزيل ، لا التي لا تنبت (تَأْكُلُ مِنْهُ) من الزرع (أَنْعامُهُمْ) كالتبن والورق (وَأَنْفُسُهُمْ) كالحب والثمر (أَفَلا يُبْصِرُونَ) هذا ، فيستدلون به على كمال قدرته وفضله ، فيعلموا أنا نقدر على إعادتهم؟
(وَيَقُولُونَ) للمؤمنين (الْفَتْحِ) النصر أو الفصل بالحكم ، أي متى هذا الحكم الحاسم بيننا وبينكم؟ (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في الوعد به (قُلْ : يَوْمَ الْفَتْحِ) بإنزال العذاب بهم يوم القيامة ، فإنه يوم نصر المؤمنين على الكفرة والفصل بينهم. وقيل : يوم بدر ، أو يوم فتح مكة (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) يمهلون لتوبة أو معذرة. (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) أي لا تبال بتكذيبهم (وَانْتَظِرْ) النصرة عليهم أو إنزال العذاب بهم (إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ) الغلبة عليك ، أو الموت أو القتل.
سبب النزول :
نزول الآية (٢٩):
(قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ) : أخرج ابن جرير عن قتادة : قال الصحابة : إن لنا يوما يوشك أن نستريح فيه وننعم ، فقال المشركون : متى هذا الفتح إن كنتم صادقين؟ فنزلت.
المناسبة :
في القسم الأخير من السورة عود على بدء في تقرير الأصول الثلاثة وهي الرسالة والتوحيد والبعث ، فبعد أن ذكر تعالى بقوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) تقرير رسالة محمد صلىاللهعليهوسلم وإعادة بيان ما سبق في قوله : (لِتُنْذِرَ قَوْماً ..) أعاد هنا ذكر التوحيد وبرهانه وإثبات القدرة الإلهية بالمشاهدات المحسوسة بقوله : (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ) وقوله : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ ..) ثم أعاد ذكر الحشر وإثباته بقوله : (وَيَقُولُونَ : مَتى هذَا الْفَتْحُ)؟
التفسير والبيان :
(أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ ، إِنَّ فِي